الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حركة سلك الولاة: اتهامات للحبيب الصيد بإقصاء المرأة والانتصار لرموز النظام القديم

نشر في  26 أوت 2015  (12:35)

 بمجرد اعلان رئيس الحكومة الحبيب الصيد مساء السبت الفارط 22 أوت عن التعديلات التي شملت سلك الولاة، والتي مسّت 14 ولاية، حتى تعالت الأصوات منددة بهوية الولاة الجدد، حيث رأى البعض أن هذه الحركة شهدت عودة لبعض رموز النظام السابق اضافة الى الالتجاء الى مبدأ المحاصصة الحزبية، ومن الانتقادات الموجهة لتسميات الولاة الجدد غياب التسميات النسائيّة..
وقد تم بمقتضى حركة سلك الولاة تعيين كل من :
فاخر القفصي واليا على تونس وعمر بن منصور واليا على أريانة وأحمد السماوي واليا على منوبة وسمير رويهم واليا على نابل وعادل الخبثاني واليا على المنستير وسليم التيساوي واليا على سليانة ومراد المحجوبي واليا على سيدي بوزيد ورضوان عيارة واليا على الكاف والشاذلي بوعلاق واليا على القصرين وأحمد الأمين الأنصاري واليا على قابس ولطفي ساسي واليا على توزر.
كما قرر رئيس الحكومة نقلة  الطاهر المطماطي من ولاية الكاف إلى ولاية مدنين والحبيب شواط من ولاية مدنين إلى ولاية صفاقس وعاطف بوغطاس من ولاية القصرين إلى ولاية باجة.
ومن بين الولاة الذين طالتهم حملة من الانتقادات والتشكيك نذكر والي الكاف رضوان عيارة ووالي نابل سمير رويهم اضافة الى عادل الخبثاني والي المنستير.
أخبار الجمهورية رصدت بعض المواقف والقراءات لهذه التعديلات التي شملت سلك الولاة :

كلثوم كنو: تغييب المرأة واعادة رموز التجمع الى الواجهة

أكدت القاضية كلثوم كنو أن أول ما شدها في التحوير الذي شمل سلك الولاة هو تغييب العنصر النسائي، مشيرة الى أنه لا يوجد أي سبب منطقي يبرّر هذا التغييب، وأن اصحاب القرار يتعمدون اقصاء المرأة رغم تأكيدهم أهمية دورها في محافلهم والمناسبات الرسمية على حدّ تعبيرها .
من جهة أخرى أفادتنا كلثوم كنو أن عودة الوجوه القديمة والتجمعيين مسألة لم تفاجئها ملاحظة أن هناك من الولاة الجدد من خدم النظام السابق وتولى عديد المناصب، موضحة أن الحكومة لم تعد تشعر بالحرج أو القلق نتيجة تسميتها لوجوه تجمعية، وأضافت أنه من حق التجمعيين ممارسة حياتهم الطبيعية لكن بعيدا عن مواقع القرار  السيادية، موضحة أن رئاسة الحكومة وجّهت رسالة واضحة وتحمل في طياتها الكثير من التحدي الى الشعب التونسي وهي أن المنظومة القديمة مازالت قائمة الذات رغم أنف الجميع.
وذكرت كلثوم كنو أن وجود وال تجمعي هو مجرّد تمهيد لاعادتهم للواجهة السياسية وتعويد المواطن التونسي على تقبلهم دون اعتراض، مشيرة الى أن الحكومة تعتمد سياسة المراحل لاعادة المنظومة القديمة.
وختمت محدثتنا كلامها بمطالبتها الشعب التونسي بعدم منح ثقته الى من صمت في السابق ولم يستطع أخذ قرارات جريئة لأن هذه الفئة لن تتوانى عن تنفيذ التعليمات وأن تكون مجرد عصا في يد السلطة على حد تعبيرها، مؤكدة أن اعتماد سياسة المحاصصة الحزبية لن ينقذ تونس بل سيزيد من تأزم الأوضاع وأن الحكومة ارتكبت أخطاء كبيرة بمثل هذه التعيينات غير المطمئنة .

نزيهة رجيبة:  وضع لقيط  أفرز عودة قوية لرموز التجمع  

من جهتها أكدت الاعلامية  نزيهة رجيبة أن الحكومة مستمرة في تطبيق سياسة المحاصصة الحزبية وتقسيم الكعكعة وهو ما أفرز حسب رأيها وضعا لقيطا، أفرز عودة قوية لرموز التجمع، وبلغة لا تخلو من سخرية قالت أم زياد:» صدقا استغرب من ردة فعل البعض المستنكرة لتعيين ولاة من رموز النظام السابق والحال أن حكومتنا ورئيسنا هم أيضا من رموز النظام السابق «.
اما بخصوص تغييب الوجوه النسائية وعدم تسمية امرأة في منصب والية، فأكدت أم زياد أن المرأة مغيّبة عن المشهد السياسي برمته، مبينة أن المتمعن في المشهد السياسي سيلاحظ تغييب المرأة في وزارات السيادة وبالتالي ليس من المستغرب ألا تعين اليوم كوالية، مضيفة أن المرأة كانت مجرد أداة للمزايدات والسمسرة السياسية واعتمادها في الحرب ضدّ «الخوانجية» على حد تعبيرها ..
وختمت نزيهة رجيبة كلامها بتوجيه رسالة الى المرأة التونسية وخاصة من منحت صوتها لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حيث قالت:» أعتقد أنك اليوم عرفت معنى عبارة ( مالها الا مرا)».

مختار اليحياوي: حكومة الصيد عجزت عن اكتشاف كفاءات فاعتمدت على النظام القديم

أما القاضي مختار اليحياوي فأفادنا أن تعيين كل من القاضي عمر بن منصور واليا على أريانة والاستاذ فاخر القفصي واليا على تونس هما قراران في محلهما خاصة لما يعرفه عن هذين الشخصين من نزاهة ونظافة يد، مضيفا أن بقية الولاة هم تجمعيون واصفا اياهم بالماكينة التي كانت مطالبة بتطبيق أوامر النظام السابق، وأشار محدثنا الى أن حكومة الصيد عجزت عن اكتشاف وجوه وكفاءات جديدة فاعتمدت على كفاءات النظام القديم خاصة وأنها عرفت بولائها وتطبيقها للتعليمات وعدم ليّ العصا في يدي أسيادها، اضافة الى تفانيهم في الوشاية ..
وفي سياق متصل أكد القاضي مختار اليحياوي أن تغييب المرأة أمر لم يكن مستبعدا، معللا ذلك بكون المرأة هي عبارة عن دمية روسية تزيّن بها المحافل وتنتهي مهمتها بانتهاء المحفل وهو نفس المنهج الذي كان يعامل به التجمع المرأة التونسية .
وختم محدثنا كلامه بقوله: كنت سأستغرب لو أني وجدت وجوها وكفاءات جديدة لكن التعيينات الاخيرة في سلك الولاة لم تثر استغرابي فتونس يحكمها رئيس جمهورية ورئيس مجلس نواب ورئيس حكومة من المنظومة القديمة.

قيس سعيد: القضيّة ليست في السير الذاتية للولاة بل في منظومة كاملة

من جهته بيّن أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد أن الاشكال لا يجب أن يختصر في مجموعة من الأشخاص والأسماء بل في منظومة كاملة وفي تصور كامل للمرحلة القادمة..
وأشار قيس سعيد الى أن النظام السياسي والاداري الحالي هو استمرار في شكل جديد للنظام الذي لا يزال قائما منذ ما يناهز 6 عقود، مبينا أن تونس في حاجة الى تنظيم آخر ينطلق من المحلي نحو المركزي وليس الى مثل هذا التنظيم الذي أبقى على نفس الآليات السابقة وان كانت تبدو في ظاهرها جديدة على حدّ تعبيره، وأضاف محدثنا أن الوضع السياسي لا يمكن اختزاله من خلال عدد من الاسماء أو الاشخاص وأن القضية ليست في السير الذاتية للولاة بل في منظومة كاملة ..
وأكد قيس سعيد أن الحديث عن تمثيل المرأة في الحركة الاخيرة التي شهدها سلك الولاة ليس في محله، مؤكدا أن القضية في تمثيل المواطن بقطع النظر عن الجنس، مبينا أن المهم هو أن يكون من تم تعيينه معبرا عن الارادة الشعبية وفي خدمة المجموعة، موضحا أن وجود المرأة في  المجلس النيابي لا يعني بالضرورة خدمة لقضاياها.

سناء فرح: تغييب المرأة وصمة عار على جبين الحكومة

من جهتها عبرت رئيسة جمعية «امرأة وريادة» سناء فرح، عن رفضها لتغييب العنصر النسائي في حركة الولاة الاخيرة التي قامت بها رئاسة الحكومة.مشيرة الى أنه قرار ينم عن عدم جدية في تعامل الدولة مع مبدأ التناصف الذي يكفله الفصل 46 من الدستور الجديد وهو واجب عليها.
وأوضحت رئيسة الجمعية، أن تونس تزخر بالكفاءات النسائية باعتبار أن 80 بالمائة من المتفوقات في جميع مراحل الدراسة هن من النساء مما يجعل عملية الاختيار الأخيرة غامضة. مشددة في ذلك على أن هذا القرار يعدّ بمثابة وصمة عار على جبين الحكومة.

 زهير المغزاوي: الحبيب الصيد وجّه رسالة سلبية الى الشعب التونسي

وأفادنا زهير المغزاوي أمين عام حركة الشعب أن حركة الولاة وبعد أن خضعت للمحاصصة الحزبية وشهدت صراعات بين الائتلاف الحاكم، شملت رموزا في النظام القديم، وهو ما اعتبره المغزاوي رسالة سلبية من قبل الحبيب الصيد الى الشعب التونسي مفادها أن النظام القديم عائد ليحكمه، واشار الى أن الحبيب الصيد كان مطالبا بإختيار كفاءات أخرى تزخر بها البلاد ولا تحيط بها الشبهات وتملك الكفاءة وقادرة على التواصل وايصال أصوات الجهات الداخلية المهمشة.
كما أكد زهير المغزاوي أنه ورغم الحديث عن مكاسب المرأة في كل المناسبات ورفع شعارات تنادي بالمساواة فانه وقع تمرير رسالة ثانية سلبية لنساء تونس من خلال اقصائهن من الحركة التي شهدها سلك الولاة، مؤكدا أن الشعارات يجب أن تترجم فعليا لا أن تكون مجرّد شعارات صورية .

إعداد: سناء الماجري